حتى مجلة مجلة"فورن بوليسي" قرعت ناقوس الخطر بشأن آثار سوريا : التاريخ تجري سرقته في وضح النهار من قبل عصابات الثورة الوهابية
19 كانون الأول 2013 11:12 عدد القراءات 10122
واشنطن، الحقيقة(خاص): حتى مجلة"فورن بوليسي" الأميركية قرعت ناقوس الخطر بشأن الآثار السورية التي تجري سرقتها في وضح النهار على أيدي عصابات الثورة الوهابية وشركائها من المافيات الدولية.
المجلة، وفي تقرير نشرته أمس، قالت إن الآثار والثروات الثقافية غالبا ما تكون هي "الضحية المنسية" إلى حد أن البعض يرى في إبداء "القلق" حول مصير اللوحات والمنحوتات والآثار أمرا "تافها" في الوقت الذي يموت فيه الناس بالآلاف. ولكن هناك سببا وجيها للاهتمام بالحفاظ على الكنوز الثقافية خلال النزاعات وبعدها. وأشار تقرير المجلة في سياق تدعيم هذا الرأي إلى أن هناك فيلما يجري إخراجه الآن ، من بطولة "جورج كلوني"، يتناول قصة مجموعة من الجنود الأميركيين جرى تكليفهم خلال الحرب العالمية الثانية بالعثور على كنوز فنية سرقها النازيون وإعادتها إلى أصحابها الشرعيين.
وبشأن سرقة ونهب الآثار السورية، قال التقرير إن ما يجري في سوريا الآن على صعيد نهب آثارها، شبيه بما فعله النازيون خلال الحرب العالمية الثانية، لاسيما وأن سوريا بلد غني جدا بالكنوز الأثرية التي تعود إلى العصور الهلينية والرومانية والبيزنطية، فضلا عن العهود القديمة، كالعصر البرونزي والحديدي ، والعصور الوسطى والعصر الإسلامي. وأعاد التقرير إلى الأذهان ما جرى الربيع الماضي، حيث قامت عصابات نهب الآثار بنهب مدينة "أفاميا" وسط سوريا ، التي تعود إلى عهد الإمبراطور الروماني ماركوس أوريلوس. وذكر التقرير ما قالته وزارة الخارجية الأميركية مؤخرا خلال اجتماع لمجلس المتاحف العالمي و"اليونيسكو" لجهة أن 90 بالمئة من آثار سوريا تقع في المناطق التي يسيطر عليها المسلحون.
وكان الاجتماع المذكور نشر "قائمة حمراء" بالكنوز الآثارية السورية التي لا تقدر بثمن، والتي جرى تعميمها على الشرطة الدولية والمتاحف العالمية وشرطة الجمارك حول العالم بهدف ملاحقة سارقيها، والحيلولة دون سرقة ما بقي منها حتى الآن في سوريا. وهي على غرار "القائمة الحمراء" التي أنشئت بعد الغزو الأميركي للعراق، والتي ساعدت على استرداد الكثير من الآثار العراقية المنهوبة ، التي وصل بعضها حتى "توغو" في أفريقيا!
وقالت المجلة إن الحفاظ على التراث الثقافي السوري أمر بالغ الأهمية، ليس لقيمتها بحد ذاتها وحسب، بل أيضا لأنها أمر مهم أيضا في مرحلة المصالحة الوطنية وإعادة الإعمار وبناء مؤسسات المجتمع المدني. كما أن ضياع هذه الكنوز من شأنه أن يسلب سوريا الفرص الاقتصادية المرتبطة بالسياحة . ففي العام 2010، شكلت مساهمة السياحة 12 بالمئة من الناتج المجلي الإجمالي لسوريا ، واستقطبت 11 بالمئة من العاملين في سوريا.