حالة استنفار طبي وعلمي في إسرائيل: المسلحون الجرحى القادمون من سوريا يحملون أنواعا مجهولة من البكتريا تقاوم المضادات وتهدد أمن الدولة!؟
26 تشرين الثاني 2013 22:11 عدد القراءات 11091
تل أبيب ، الحقيقة(خاص من: ليا أبراموفيتش): كشفت صحيفة "إسرائيل هايوم" الصادرة اليوم عن أن المؤسسات الطبية الإسرائيلية تواجه الآن معضلة "علمية" و"أمنية" غير مسبوقة سببها أنواع"مجهولة"من البكتريا يحملها جرحى المجموعات الوهابية التي تقاتل النظام السوري، والذين يقوم الجيش الإسرائيلي بإسعافهم إلى المشافي الميدانية في الجولان السوري المحتل قبل تحويلهم إلى مشافي صفد ونهاريا.
وقالت الصحيفة إن وزارة الصحة الإسرائيلية أعدت تقريرا بمثابة "وثيقة سرية" تتحدث عن اكتشاف السلطات الطبية بكتريا "مجهولة" يحملها هؤلاء الجرحى ، من أهم ميزاتها أنها مقاومة للمضادات الحيوية. وحذر التقرير من إمكانية انتشارها المعدي وسط الأطقم الطبية ، ومنهم إلى الأوساط العامة، بالنظر لعدم توفر شروط لازمة للعزل الصحي في المشافي الإسرائيلية يتطلبها وجود هذا النوع من البكتريا!
وبحسب معطيات السلطات الطبية الإسرائيلية التي نقلتها الصحيفة، فإن حوالي ثلث الجرحى الذين جرى استقبالهم في الأشهرة الأخيرة جرى التثبت مخبريا من وجود" نسب كبيرة وخطيرة من البكتريا الشاذة والخطيرة في دمائهم، بعضها غير معروف في إسرائيل أو لم يسبق أنه انتشر من قبل". ونقلت الصحيفة عن مصادر رفيعة في وزارة الصحة ، وعن وثائق طبية اطلعت عليها، القول إن خطورة ه
ذه الأنواع من البكتريا تأتي من كونها تقاوم جميع أنواع العقاقير المضادة للالتهابات، مشيرة إلى أنها يمكن أن تنتقل من مريض إلى آخر ومن أحد أفراد الطاقم الطبي إلى آخرين، وبالتالي التسبب بتلوث شديد لدى المرضى والعجزة و ذوي أجهزة المناعة الضعيفة. كما ويمكنها التسبب بحالات موت كثيرة. وقالت الصحيفة إن ثلث الجرحى من المسلحين الذين حملوا معهم هذه البكتريا من سوريا توفوا ولم يكن بالإمكان علاجهم.
وبحسب وثيقة طبية داخلية أعدت مطلع الشهر الجاري، فإن وزارة الصحة حذرت من أن تتطلب حالة الجرحى القادمين من سوريا، الذي يحملون هذه البكتريا،عزلا إضافيا من النوع غير التقليدي الذي تلجأ إليه المشافي، كالعزل في غرفة واحدة، وأطقما طبية ذات مؤهلات علمية خاصة. وقالت الوثيقة إن المشافي الإسرائيلية تفتقر إلى بنية تحتية كافية لتوفير العزل المطلوب للمصابين بهذا النوع من البكتريا. لكن المشكلة الأكبر، بحسب الوثيقة، هو أن تستوطن هذه الأنواع المجهولة من البكتريا في المشافي الإسرائيلية وتبقى فيها لسنوات حتى بعد خروج الجرحى السوريين ، سواء إلى الموت أو الشفاء.
وطبقا للصحيفة المقربة من رئيس الحكومة بنيامين نتياهو وحزب"الليكود"، فإن وزارة الصحة الإسرائيلية شهدت نقاشا علميا وإداريا شارك فيه مسؤولون صحيون وإداريون كبار حذروا خلاله من أن العزل الذي تنفذه المشافي الإسرائيلية حاليا للجرحى القادمين من سوريا لا يلبي الشروط المطلوبة. وخلال النقاش شكك مدير عام وزارة الصحة، البروفسور روني غمزو، بالمبررات التي تسوقها الحكومة لتبرير تقديم هذا العون الطبي الخاص للمسلحين السوريين، متسائلا عن دواعي "نقل هؤلاء الجرحى إلى مشافينا"؟ وأشار إلى أن المشكلة ليست اقتصادية ، بل تتعلق بإمكانية انتشار البكتريا الغريبة وغير العادية التي يحملونها، مشددا على وجوب تحذير الجهات المعنية( وزارتي الخارجية والدفاع) من أنه قد تكون هناك تداعيات خطيرة جدا تتمثل في انتشار أمراض خطيرة وسط مواطني الدولة ، ومن أن المشافي الإسرائيلية " ليست مجهزة بما يلبي الشروط المطلوبة للتعامل مع حالات عزل المرضى المصابين ببكتريا من هذا النوع". وقال البروفيسور غمزو للصحيفة إن المعطيات التي اطلعت عليها "صحيحة"، مشيرا إلى أن مؤسسات وزارة الصحة فحصت خلال الأشهر الأخيرة حالات المسلحين الجرحى القادمين من سوريا فاكتشفت ، اعتبارا من مطلع الشهر الحالي، نسبة كبيرة من البكتريا المقاومة للمضادت الحيوية في دمائهم.
يشار إلى أن المشافي الإسرائيلية استقبلت حتى الآن قرابة 600 جريح من المسلحين السوريين ، معظمهم جرى نقله إلى مشافي صفد ونهاريا ، فيما نقل بعضهم، لاسيما ذوي الحالات المعقدة، إلى مشفى طبريا ومشفى رامبام في حيفا.
وكانت القناة العاشرة الإسرائيلية كشفت الشهر الماضي في تحقيق خاص أن وحدات الجيش الإسرائيلي بدأت تستقبل أيضا جرحى تنظيم"القاعدة" بفرعيها "داعش" و"جبهة النصرة"، مشيرة إلى أنه يوجد 106 جرحى من "القاعدة" في تلك المشافي. وهو ما تسبب بضجة في إسرائيل!